هل الحروف الناسخة تعمل عمل الأفعال الناسخة في المبتدأ والخبر؟ وبما تُسمى الحروف الناسخة؟ تتعدد القواعد النحوية التي تغير في تشكيل الكلمات وطريقة نطقها وموقعها الإعرابي، يجب العلم بها عند تعلم اللغة العربية لما لها من تأثير على إجادة التحدث.. وفي هذا الصدد يعنينا أن نذكر القاعدة التي تخص الحروف الناسخة.
هل الحروف الناسخة تعمل عمل الأفعال الناسخة في المبتدأ والخبر؟
اللغة العربية من اللغات السامية ذات المرادفات المتعددة، فعلى الرغم من كونها تتكون من 28 حرفًا إلا أن هناك الآلاف من الكلمات والأضداد والمرادفات في جمل مختلفة في المعنى والسياق، بصدد الإجابة على سؤال هل الحروف الناسخة تعمل عمل الأفعال الناسخة في المبتدأ والخبر؟
نشير إلى أن الإجابة خاطئة، حيث إن الحروف الناسخة تدخل على الجملة الاسمية فيتم نصب المبتدأ فيها ويُسمى اسمها، وترفع الخبر ويسمى خبرها، على خلاف الأفعال الناسخة، التي تدخل على المبتدأ فيكون مرفوعًا ويُسمى اسمها، وتنصب الخبر ليكون خبرها.. فالقاعدتان مختلفتان تمامًا.
أولًا: الحروف الناسخة
هي 7 أحرف، تدخل على الجملة الاسمية، تنصب المبتدأ وترفع الخبر وهي:
- إنَّ: للتوكيد (إن المنزلَ بعيدٌ)
- كأن: للتشبيه (كأن الجو غائمٌ)
- لكن: للاستدراك (يُحبني لكن الفرصةَ ضائعةٌ)
- ليت: للتمني (ليت النهارِ مقبلٌ)
- لعل: للترجي (لعلّ الوقتِ مارٌ)
- لا: النافية للجنس (لا كسولِ ناجحٌ)
- أنَّ: للمصدر (رأيت أن العاصفة قادمةٌ)
يُطلق عليها الناسخة لأنها تقوم بتغيير إعراب الجملة الأسمية، فبعد أن كان المبتدأ مرفوعًا تقوم هي بنصبه ويُسمى اسم الحرف الناسخ، وتُبقي الخبر كما هو مرفوع.. كما يُطلق عليها (إنّ وأخواتها).
ثانيًا: الأفعال الناسخة
في الشق الثاني من سؤال هل الحروف الناسخة تعمل عمل الأفعال الناسخة في المبتدأ والخبر نذكر أن الأفعال الناسخة تُسمى أيضًا بالأفعال الناقصة، حيث إن المعنى لا يكتمل بها وباسمها فحسب، إنما تحتاج إلى الخبر الذي يجئ ليتمم المعنى، فهي تدخل على الجملة الاسمية لتغير في إعراب الخبر، وتُسمى “كان وأخواتها” وهي:
- كان، صار، بات، أصبح، ظلّ.
- ما برح، ما دام، ما انفك، ما زال، ما فتئ.
- أضحى، أمسى، ليس .
لكل فعل من تلك الأفعال –فيما عدا ليس- مضارع وأمر، يعملان عمل الماضي إن أتوا في الجملة، تدخل على الجملة لتجعل المبتدأ مرفوع كما هو وتغير من إعراب الخبر ليكون منصوبًا، ويُسمى المبتدأ باسمها، والخبر خبرها.. فيما يلي بعض الأمثلة:
- كان البرد قارصًا
- بات القمر منيرًا
- أضحت الشمس ساطعةً
- ظل الطائر محلقًا
- أمسى المريض وهنًا
- ليس العامل دؤوبًا
- ما زال الثلج متساقطًا
- صار الثلج ماءً
صور اسم إن وأخواتها
يأتي اسم إن وأخواتها وهو المبتدأ في الجملة على أكثر من نحو كما يلي:
- اسمًا ظاهرًا: إن الحياة مليئة بالحب، فتعرب الحياة هنا اسم إن منصوب بالفتحة.
- ضمير متصل: إنهم إخواني، «هم» ضمير متصل مبني في محل نصب اسم إنّ.
مع العلم أنه ما ينطبق على حالة المبتدأ من تقديم وتأخير من الممكن أن ينطبق على اسم إن وأخواتها، لأنه في الأساس مبتدأ.
صور خبر إنّ وأخواتها
أما عن الخبر فيأتي في عدة صور، وهي:
- خبر مفرد: إنّ الله غفار الذنوب، (غفار) خبر إن مرفوع بالضمة.
- خبر جملة اسمية: إن الحياة أيامها قليلة، (أيامها قليلة) الجملة الاسمية من المبتدأ والخبر في محل رفع خبر إنّ.
- خبر جملة فعلية: إنّ العلم يتقدم، (يتقدم) الجملة الفعلية من الفعل والفاعل “ضمير مستتر” في محل رفع خبر إنّ.
- خبر شبه جملة: سواء ظرف أو جار ومجرور، مثال: إنّ الولد في المدرسة، شبه الجملة من الجار والمجرور في محل رفع خبر إنّ.
دخول ما على الحروف الناسخة
هنا نعني (ما الزائدة) والتي إذا دخلت على إنّ أو إحدى أخواتها تبطل عملها على المبتدأ، فيكون ما بعدها مبتدأ، ولا يتأثر إعرابيًا.. مثال على ذلك: (قل إنما المؤمنون إخوة).
- المؤمنون: مبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم.
- إخوة: خبر مرفوع بالضمة.
هذا باستثناء دخول ما على الحرف الناسخ (ليت)، حيث يجوز فيها إما الإعمال أو الإهمال، كما يتضح في المثال التالي:
- ليتما الوقتَ يعود: اسم ليت منصوب بالفتحة.
- ليتما الوقتُ يعود: مبتدأ مرفوع بالضمة.
الجملة الاسمية المنسوخة هي التي تعني اصطلاحًا التغير في حكمها الإعرابي، كما تفعل الحروف الناسخة.