ما هي شروط قبول العبادة النفي والإثبات؟ وما أسباب تيسير أداء العبادات؟ حيث إن الهدف الرئيسي من خلق الإنسان كان من أجل العبادة، والتي لا تُقتصر فقط على أركان الإسلام الخمسة، بل إن مفهومها واسع ويشمل كافة التصرفات والأفعال التي ترضي الله تعالى والاتصاف بالأخلاق الحميدة، ولكن هل لأداء تلك العبادات شروط هذا ما سنوضحه فيما يلي.
شروط قبول العبادة النفي والإثبات
إن العبادة هي كُل عمل يقوم به الإنسان لينال رضا الله تعالى، ولكن عبارة شروط قبول العبادة النفي والإثبات ليست صحيحة على الإطلاق، هذا لأن الشروط المُحددة ليست بالنفي والإثبات، بل يُقبل العمل كعبادة إن كان يتوافر به الشروط المُقبلة:
- لا بُد من عدم الخروج عن الشرع، أي لا يُقبل العمل في حالة كان من أمر حرمهُ الله تعالى، كأن يقوم الفرد بسرقة مال الغني من أجل التصدُق للفقراء، فهذا الأمر مُنافيًا لكتاب الله وسنة رسولِه.
- يجب إخلاص المُسلم لله تعالى في الأعمال التي يقوم بها، أي أن يكون قاصدًا أن ينال رضا الله تعالى، وإخلاص النية له – عز وجل – لقبولها والحصول على الأجر الكبير في الآخرة، وذلك وفقًا لِما جاء في قوله تعالى: (وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأعْلَى). [الليل الآية 19].
- عدم الانشغال لأداء عملٍ ما عن العبادات الرئيسية، كأن يقوم الشخص بترك فريضة الصلاة من أجل القيام بعملٍ آخر بنية نيل رضا الله تعالى.
فضل العبادة
بعدما تعرفنا على مدى صحة عبارة شروط قبول العبادة النفي والإثبات، يجدر بنا ذكر فضل أداء العبادات والتي قد يتغافل عنها الكثير من المسلمين:
- الحصول على رصيد عالٍ من الحسنات.
- نيل رضا الله تعالى ومحبتهِ.
- النجاح في الدُنيا والآخرة.
- يُحقق المسلم العبودية لله تعالى، وفقًا لِما جاء عن علي بن أبي طالب: “ كفاني فخرًا أن تكون لي ربًا وكفاني عزًا أن أكون لك عبدًا، أنت لي كما أحب، فوفقني إلى ما تحب“.
- زيادة الشعور بالطمأنينة والسعادة النفسية، والتخلص من الهموم والأحزان، فالعبادة تؤثر إيجابًا على راحة المُسلم في الدُنيا.
- يستمر فضل العبادة أيضًا بعد انقضاء حياتُه.
أسباب عدم قبول العبادة
كما ذكرنا سالفًا أن هناك بعض الشروط الواجب توافرها من أجل قبول الله تعالى أعمال عبدِه، ولكن مع ذلك هناك بعض الأسباب التي قد تُحبط من عمل الإنسان حتى وإن توافرت شروط القبول، لذا على المُسلم الابتعاد عنها، وجاءت هذه على النحو التالي:
- إن ارتكاب الكبائر والمعاصي والإصرار دون ندم أو توبة ومحاولة لترك أدائها يتسبب في عدم قبول أي من عباداته، بل إنه يخسر آخرته ورضا الله عنه، مثل: الزنا، السرقة، عقوق الوالدين.
- في حال كان العمل يخرج عن شرع الله وسنة رسوله.
- الشرك بالله تعالى وعدم الالتزام بما حددته الشريعة الإسلامية، والرياء أيضًا.. جميعها تؤثر على قبول العبادة.
كيفية تيسير العبادة
يواجه الكثير من المُسلمين مشقة أثناء تأدية العبادة بشكل عام، والبعض يفتقد لذتها أثناء تأديتها، لذا فهناك بعض الأمور التي تُعين المسلم على القيام بها والشعور بخفتها على القلب، وذلك من خلال النقاط التالية:
- طلب الإعانة من الله تعالى في كُل صلاة أو بداية أيًا من العبادات المفروضة.
- النظر إلى كثرة نِعم الله ومُعطياتُه على المرء نفسِه وأهله وماله من شأنه أن يُثمر المحبة ويدعوا إلى الشُكر، وكُلما زاد حمد العبد لربه وشُكرِه سيستشعر ملذة العبادة.
- معرفة الله تعالى بشكل أكبر من خلال النظر إلى آياته الكريمة والأحاديث الشريفة والتمعُن في مقاصدها تزيد من حُب الله تعالى والإقبال عليه دون تأخير، ويزيد إيمان المُسلم ويقينُه بالله تعالى.. بالتالي يتيسر قيامُه بالطاعة.
- كُلما زاد نظر المرء وتدبرهُ والتمعُن في الآيات الكونية سيمتلئ قلبُه تعظيمًا وإجلالًا لله تعالى.. فلن يواجه مشقة أثناء تأدية العبادة.
- الابتعاد عن ارتكاب الذنوب والمعاصي كونها سببًا في ظهور مشقة وعدم القدرة على تأدية العبادة، وسببًا في الحرمان من الرزق والخير.
- الاطلاع على سير الصحابة من شأنه أن يزيد من معلومات المُسلم عما أعدُه الله للمُسلمين من الثواب الجليل والعظيم.
المعينات للإنسان على العمل الصالح
إن العمل الصالح من صفات المُتيقن، لذا فلابُد من وجود بعض المُعينات التي تُعين المُسلم على أداء العمل الصالح والاستمرار عليه في الحياة الدُنيا، والابتعاد عن الذنوب وارتكاب المعاصي، ومن أفضل هذه المُعينات التي يجب أن يحرص على تواجدها في حياته، وتكون سببًا لنجاحُه وفوزُه بالدنيا والآخرة معًا، تتمثل فيما يلي:
- معرفة الثواب الذي يحصل عليه المُسلم جراء العبادة يعينه على تكرارها والاستمرار على ذلك من أجل الحصول عليه مرة أخرى.
- كثرة الاستغفار من أسهل العبادات التي يقوم بها المُسلم ويحصل على الكثير من الثواب دون الشعور بذلك، كما أنها سببًا في زيادة قوة إيمانُه.
- حضور الندوات الدينية من أكثر ما يُعين المرء لقدرته على فهم دينُه، ومدى عظمة الثواب الكبير الذي يحصل عليه من خلال التقرُب إلى الله تعالى.
- الاطلاع والقراءة عن سيرة الصحابة أمر جيد، حيث يستكشف المُسلم أكثر عن قُدرة الله تعالى، وتُساعده على الاقتداء بهم من خلال رؤية عزيمتهم وهمتهم من أجل نيل رضا الله تعالى والفوز بالجنة الآخرة.
- أداء العبادات السهلة بشكل تدريجي من ثم زيادتها من شأنه أن يزيد من قوة إيمانُه ولا يُلحقه الشعور بالكسل من أدائها، أو الملل منها فيبتعد عنها.
- الاختلاط بالصُحبة الصالحة تُجر إلى الصلاح، لذا فمن الأفضل تنظيف البيئة المُحيطة بالإنسان والتقرُب بشكل أكبر إلى البيئة الصالحة التي تُعينه على فهم الدين الإسلامي بشكل أكبر.
- إن كثرة الدعاء والإلحاح لله تعالى على إعانته تُمكنه من الحصول على مُرادِه، فالدُعاء قادر على تغيير الأقدار، وهذا وفقًا لِما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ“. [صحيح الترمذي].
إن العبادة غذاء الروح ومصدر الصلة بين الله تعالى وربُه، فكُلما زادت رغبته في أداء العبادات كُلما استمع الله تعالى له.. وينال رضاه ومحبتهُ في الدُنيا والآخرة، فعلى المُسلم الإلمام بما يُعينُه على أدائها.