ما يقال في السعي بين الصفا والمروة هو ما يجب أن يعلمه المسلم لكي يتم إتمام مناسك الحج والعمرة، فإن سعي الصفا والمروة من أشهر شعائر الحج أو العمرة، حيث أمر الله عز وجل سيدنا إبراهيم بترك زوجته هاجر وصغيرها إسماعيل بدون ما يكفيهم من المؤن وبعد سعي منها بين الجبلين أخرج الله لهم بئر زمزم، وهنا تكمن أهمية الاقتداء بذلك الفعل لإدراك أهمية السعي.
ما يقال في السعي بين الصفا والمروة
تعني الصفا في اللغة بأنها حجارة تكون عريضة في الشكل وتمتاز بالملمس الناعم، بينما معناها في الشرع مكان شديد الارتفاع يقع في الجنوب الشرقي من البيت الحرام، فقد جعل الله رمز من رموز الدين وأعلامه، وذلك يتضح في قول الله تعالى: “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ”، وذلك بالإضافة لقول الله عز وجل:
“ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ”.
بينما تعرف المروة في اللغة على أنها الحجارة البيضاء، تمتاز بكونها صلبة الشكل ولها شكل جذاب من البريق، فهي أيضًا من رموز الدين وأعلامه، ويعتبر السعي بين الصفا والمروة من أهم مناسك الحج، فلا يمكن إكمال الحج إلا بإتمام تلك المناسك.
حيث أشار الرسول صلى الله عليه وسلم بأهمية الدعاء في وقت السعي بين الصفا والمروة.
فلا توجد أدعية مخصصة يستلزم قولها بين الصفا والمروة لكن يمكن للمسلم الدعاء بأي شيء يريد الحصول عليه، لكن من أكثر الأدعية التي يتم دعاؤها في ذلك الوقت:
“لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم”.
فلا يمكن تحديد ما يقال في السعي بين الصفا والمروة، فإن في ذلك الوقت يكون العبد قريب من ربه، فيمكنه دعاء بكل ما يرغب مع خشوع قلبه، فلا يستلزم ترديد الأدعية وذلك ما نصحنا به الرسول صلى الله عليه وسلم بوجوب الدعاء من القلب، حيث لا يوجد من السنة ما يشير إلى ما يقال في السعي بين الصفا والمروة لكن يمكن ترديد الأدعية الآتية:
- اللهم أنت من تقلب القلوب وتغير الأهواء، فثبتنا على ديننا، وابعد عنا وسوسة الشيطان الرجيم.
- اللهم اهدينا واعفوا عنا وسامحنا، وساعدنا يا الله على عبادتك وذكرك طوال الوقت.
- اللهم ارزقنا الرحمة والمغفرة، وساعدنا على الفوز بجنة الفردوس وبالبعد عن النار.
- اللهم ارزقنا الخير، وابعد عنا وساوس الشيطان والشرك بك، فإننا لا نعلم وانت علام الغيوب.
- ارزقنا يا الله الجنة ونعيمها وكل ما يقرب منها من قول وفعل، وأبعد عننا النار وعذابها وكل ما يقربها من قول وفعل.
- يا الله أبعد عنا عذاب يوم نرجع فيه لك، فاهدنا بالهدى وامنحنا التقوى وساعدنا على البعد عن عذاب الدنيا والآخرة.
- امنحني يا الله الرحمة والبركة من فضلك.
- ارزقنا يا الله الجنة والنعيم الذي لا يزول أبدًا.
- امنحني يا الله الصحة والعافية والصبر على الابتلاء.
- اللهم إنك تحب أن تعفوا، فأعفوا عنا وسامحنا وقنا عذاب النار.
- أبعد عنا يا الله كل من يخشاك ولا يخافك.
- أبعدنا عن أصحاب السوء، ارزقنا الثبات في القول والفعل.
- فتقبل منا يا الله السعي بين الصفا والمروة.
- اللهم أبعد عنا العجز والكسل، والبخل، وعذاب الدنيا، والآخرة.
- أبعد عنا يا الله فتنة المسيح الدجال.
- سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
السعي بين الصفا والمروة
تتضمن مناسك الحج والعمرة السعي بين الصفا والمروة اقتداءً بما فعلته السيدة هاجر زوجة نبي الله إبراهيم عليه السلام، فعندما ترك سيدنا إبراهيم زوجته السيدة هاجر في مكة مع إسماعيل أبنها بمفردهم، وكان ذلك أمر من الله عز وجل له، فكان لا يوجد معهم ما يكفيهم من الطعام والشراب.
حيث صارت تسعى هاجر بين الصفا والمروة سبعة أشواط عند شعورها بالعطش هي وصغيرها، فكانت تصعد على الصفا ثم تنزل إلى الوادي، وبالتالي تقوم بالصعود إلى المروة، أملًا منها في أن تحصل على شيء يروي ظمأهم، وكررت ذلك 7 مرات وتدعو الله أن يجد لهم مخرجًا من ذلك الوقت العصيب حتى أخرج الله لها بئر زمزم من تحت أقدام صغيرها.
لذا على المسلمين الاقتداء بما قامت به السيدة هاجر من جهد كبير في السعي للحصول على ما تطلب، حيث على العبد إتمام مناسك زيارة بيت الله الحرام بالقيام بالسعي بين الصفا والمروة وترديد ما يقال في السعي بين الصفا والمروة تعزيزًا لقيمة وما فعلته السيدة هاجر.
فضل الدعاء في الصفا والمروة
في ظل التأكد أنه لا يوجد ما يؤكد على ما يقال في السعي بين الصفا والمروة فأفضل ما يقوم به العبد هو الدعاء، فهو يتقرب به العبد إلى ربه، فهو دليل على توكل العبد على الله، فلا يوجد دعاء معين للتقرب من الله فيتم الدعاء مع حضور القلب بحالة خاشعة، للدعاء فضل كبير على المسلم خاصةً يمكن توضيحه في التالي:
- عن أبي هريرة أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”.
- بالإضافة لما ورد في السنن لابن ماجة عن النبي محمد أنه قال: “الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم”.
- عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “من طاف بالبيت، لم يرفع قدمًا ولم يضع أخرى إلا كتب الله له حسنة، وحط عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عمرة في رمضان تعدل حجة” (صحيح البخاري)
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تابعوا بين الحج والعمرة، فإن متابعة بينهما تنفي الذنوب بالمغفرة كما ينفي الكير خبث الحديد” (سنن الترمذي).
- عن عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لها في عمرتها: “إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك”.
- كما جاء في سورة الأعراف يقول الله تعالى: “ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ۖ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۚ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ”، وتوضح هذه الآية بأهمية أن يدعو الرسول بأن الله يبعث بعد الموت.
- بالإضافة لما جاء في سورة الأعراف يقول الله تعالى: “ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ”، وهذه السورة تشير بأهمية الدعاء والتقرب إلى الله، فيجب أن يكون ذلك جهرًا وفي الخفية فلا يحدث ذلك الرياء بإظهار عكس ما في القلب، فإن هذه حدود الله، فلا يحب الله من يتجاوز حدوده.
- فقد أمر الله بأن يدعو العبد، والإيمان بأن الله واحد لا شريك له وجاء ذلك في قوله سبحانه وتعالى: “ قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا”.
- بالإضافة لما جاء في سورة الإسراء في قول الله تعالى: “ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا”.
- أكبر دليل على فضل الدعاء هو دعاء سيدنا يوسف عليه السلام، عندما كان في البئر وجاء ذلك في سورة الشعراء في قول الله عز وجل: “ رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ* وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ* وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ”.
يجب على المسلم الدعاء والتقرب إلى الله بذلك، فهو يرفع من شأن العبد ويبعد عنه السوء، فالدعاء صورة من صور العبادة الذي حثنا الله والرسول صلى الله عليه وسلم عليها.